هل خسر العرب شاعراً وربحوا موسيقياً؟

كان ديوان (صديقي الله) أول عمل قدمه زياد للجمهوربين عامي 1967 و 1968 ، حيث كتب مجموعة من القصائد النثرية باللغة العربية الفصحى. عندها كان زياد ما زال في الثانية عشرة من عمره. وتم نشر الديوان عام 1971، يتحدث الديوان بلغة بسيطة عن تصور طفل في الثانية عشرة لوجود الله، “وقالوا يوماً أن الله صديقي” حيث يبحث عن الله في كل مكان، فيجده في كل مكان دون أن يجده، وهو الذي له كل البيوت دون أن يسكنها:

“وكان المساء فسألتهم:

كيف تظلم الدنيا .. وصديقي ما زال يلعب في الأحراج .. ولم يرجع إلى بيته؟

فقالوا ليس له بيت .. كل البيوت بيوته ولا يسكنها .. كل الأعشاش أعشاشه ولا يسكنها

وسألتُ: أين يسكن؟ .. فقالوا: يسكن النفس

وعرفت أن صديقي وردة لا تُطال .. أعلى الورود وأجملها”.

كما يتحدث زياد عن علاقته بوالدته وببيئته من منظور طفل، لكن بلغة شعرية بديعة:

“ووجدنا عنقوداً واحداً والريح تسقط حبوبه .. واحدة بعد واحدة

فقلت لأمي: نأخذه قبل أن ينتهي

وقالت: نتركه فلا تستوحش الكروم بدون عناقيد

وظللنا نمشي .. لا أعرف لماذا! .. لكننا لم نضجر.”

هذه التجربة الشعرية كانت الوحيدة، فلم يقدم زياد بعدها شعراً فصيحاً، وإنما اتجه بكل كيانه إلى الموسيقى والأغنية، في حين أن بعض النقاد يرون أن ديوانه (صديقي الله) كان يبشر بشاعرٍ فذ، حيث لا يمكن لتلك الكلمات أن تصدر عن طفل في مثل سنه، إلا إذا كان مشروع قامة شعرية كبيرة، ويرى البعض أن اللغة خسرت شاعراً، لكن الموسيقا ربحت موسيقياً مهماً.

شاهد ايضا “كيفك انت؟..”قالت كلماتها فيروز لأبنها زياد الرحباني

تابعونا على الفيس بوك https://www.facebook.com/dakikanews



اترك رد