في الواقع فإن شريط «معلومات أكيدة» لم يكن ليثير الجدل والنقاش في الأوساط الفنية، لولا أن معظم أغنياته جاءت بتوقيع الفنان زياد الرحباني الذي يعتبر واحدا من الذين يمتلكون أسلوبا خاصا في تأليف الكلمة وإنجاز اللحن ويراعي بشكل كبير مسألة التوزيع الموسيقي، وفوق كل ذلك هو سليل عائلة الرحباني الشهيرة التي سطرت مع السيدة فيروز أهم الإبداعات في تاريخ الأغنية اللبنانية.

صدمة النقاد والجمهور كانت كبيرة في البداية، حين أطلقت لطيفة أغنيتها «بنص الجو» وعرفوا أن وراءها زياد الرحباني، فالبعض اعتبر أن الأغنية خفيفة الظل، والبعض الآخر كان له رأي مغاير فرأى في المفردات خروجا عن النص لا سيما تلك التي تتعلق بالهز وغيرها مما لم تعتد الأذن العربية سماعه في الأغنيات.

لكن كل من اقتنى الشريط كاملا فيما بعد وجد أنه ربما أخطأ في إطلاق الحكم المبكر على التعاون بين زياد ولطيفة، وأدرك حق الإدراك أن الأغنيات الموجودة في السياق تحمل نكهة «فيروزية» خالصة أو وصفة «رحبانية» جاهزة، استطاع من خلالها نجل فيروز أن يخرج بشريط لا يشبه أيا من الإصدارات الغنائية على مستوى الوطن العربي حاليا.
استفاد زياد كثيرا من صوت لطيفة المميز والصافي، وهي بدورها امتلكت القدرة على الوفاء بمتطلبات الأغنيات التي صاغ بنفسه كلماتها وأتقنت لكنة المفردات المغرقة في لبنانيتها بشكل استثنائي.